يتناول متحف المواضيع المتعلقة بالجماليات وسياسات التغيير والتقدم، في سياق الحداثات المتعددة وتاريخ الفن والمجتمع: بما في ذلك نشأة الدول القومية والصراعات الاستعمارية ومشاريع إعادة الإعمار في مراحل ما بعد الاستقلال وتطور وتأثير قطاع النفط وظهور المراكز والمدن الحضرية الجديدة وطموحات التقدم في عصر العولمة والتي تتسم بطابعها الرقمي والمترابط.
تتناول العديد من هذه الأعمال تطور الحضارة الإنسانية من خلال التغير السريع في نماذج التاريخ البشري. يخلق الفنانين لغة فنية جديدة مثل أعمال الرسم والنحت للفنانين محمود مختار، والفنان حافظ دروبي، والفنان جواد سليم، التي تعمل على إيجاد تقنيات مرئية جديدة مستوحاة من الحضارات القديمة. وتعد أعمال الفنانين الشعيبية طلال، وأنجي أفلاطون، وبول غيرغسيان، ووفيق حسن، وعيسى صقر، تشخيصاً للمجتمع، في حين أن أعمال الفنان سيف وانلي، وعبد الله المحرقي، وحامد عويس تصور التقدم الاجتماعي والصناعي.
ويمكن رصد الرموز التراثية، والحرفية والخط العربي في صيغ جديدة مثل أعمال الفنان أحمد الشرقاوي، وشوقي شوكيني، وبارفيز تانافولي. وتعد الأعمال الهندسية المجردة من الأشكال والعمارة والعلوم والتكنولوجيا منعكسة في أعمال الفنانة سلوى روضة شقير وجيلالي غرباوي ومحمد مليحي. في حين أن الفنانين حسن شريف وفرج دهام ويوسف أحمد يستخدمون المواد الطبيعية والأشياء الموجودة واللغات المحلية للإفصاح عن عبارات محلية مهمة عن تحولات القطاع الاقتصادي والبيئي في الإمارات العربية المتحدة وقطر.
تعد الأعمال الفنية للشعراء والفنانين في معظم الأحيان شاهدة على الآراء التاريخية المتغيرة. وتعتبر الأعمال المعروضة إنتاجات فنية مستوحاة من التغيرات الجيوسياسية خلال مرحلة الاستعمار وما بعد الاستقلال والحركات الثقافية في بلدان الوحدة الإفريقية وبلدان الوحدة العربية بدايةً من أواخر الخمسينيات من القرن العشرين وحتى جيل الألفية من الفنانين الذين أدلوا ببيانات جريئة قبل الربيع العربي والتغيرات الثورية في جميع أنحاء العالم. تساهم المواقف السياسية والفنية لفريد بلكاهيه، وإبراهيم الصلاحي، وحسين زندرودي، في خلق لغات فنية تخرج عن القواعد المركزية الأوربية. وتعيد الأعمال المفاهيمية المعاصرة الخاصة بمنال الضويان وهايف كهرمان ووائل شوقي، قراءة الروايات التاريخية وتُسائل الصراعات من أجل الحرية.
بالنظر إلى ما بعد التسلسل الزمني لتاريخ الفن، فإن متحف يعطي قيمة للتفكير النقدي والإنتاج الفني عبر الحداثات المتعددة التي تسلط الضوء على بزوغ ميول جديدة في الفن على مدار المائة سنة الماضية التي ترتبط بتحويل المناظر الطبيعية الاجتماعية والإيكولوجية.
تعرض مجموعة متحف الدائمة قراءة للعديد من المقاربات والآراء حول صناعة الفن، والتي يتم تطبيقها باتباع نهج تقييمي ينظر في تاريخ الفن وخطابات الاتجاهات والحركات الرئيسية بالتحاور مع المجموعات الثقافية للبلدان العربية والطلائع الدولية. ونظراً لتشكّله من سياقات اجتماعية وسياسية متنوعة وظروف الإنتاج، فإن المتحف والمجموعة يساهمان في طرح وجهات نظر أصلية للمحادثات المحلية والعالمية حول الفن والمجتمع.
صالات العرض 1 – 7: المعارض المؤقتة
تقدّم معارض متحف المؤقّتة فنّانين معاصرين حاصلين على تقدير عالمي. وتعرّف هذه المعارض الفنّانين الذين تلعب أعمالهم الفنّية دوراً هاماً في فتح محادثات حول التحوّلات الاجتماعية والسياسية في التاريخ والحياة المعاصرة لكلّ من قطر والشرق الأوسط والعالم العربي، من أجل التحقيق في طريقة هيكلة المجتمعات واستجواب الدور الذي يلعبه الفن في سياقاتنا المحلية والإقليمية.