يقدم المعرض نظرة عامة على أعمال تيسير البطنيجي الفنية ونسخ منها، والتي أبدعها بين عامي 1997 و2022. خلال هذه الفترة، كان الفنان يعيش في فرنسا، غير أن تأملاته في فلسطين كانت تغلب على حياته وأعماله.
وبينما يشير عنوان المعرض إلى عمل فني واحد، دوام الحال من المُحال (2014 – 2022)، فإن السرد التقييمي والمعروضات الفنية يُسلّطان الضوء على ممارسات البطنيجي المتنوعة باستخدام التصوير الفوتوغرافي، والرسم، والأعمال المرئية الصوتية، والتركيبات الفنية، وفنون الأداء. كما يخلق الإنتاج الإبداعي للبطنيجي مفردات تحول ما نشاهده يومياً إلى تجارب بصرية ثرية. تتضمن معظم الأعمال عناصر من السيرة الذاتية الخاصة بالفنان؛ ، التي تعكس تجربته، كما تعكس الحالة الراهنة للعالم حولنا. غالباً ما تكون الهوية الفردية والمساعي الجماعية متشابكة، كما يقول الفنان: "في عام 1997، أردت العمل على إتقان أسلوبي كفنان، فكان علىّ التركيز بين السرد التاريخي والواقع. خلق هذا تقاطعاً وتفاعلاً بين قصتي الشخصية وسياق المحتوى الذي أقدمه كفلسطيني وكفنان وكإنسان."
إن البعد الإنساني جزءٌ لا يتجزأ من كل عمل، وهو يعكس اضطراب النزوح الناجم عن الاحتلال وعنف المستوطنين الاستعماري، بالإضافة إلى أنه يغير من معاني الذاكرة والصور المألوفة. هذه الأعمال الفنية هي نتاج بقايا التاريخ والمآسي، فهي تسعى إلى تجاوز الأزمات المُستمرة والعديدة بأسلوب شاعري وخيالي، متحديةً سياسات الواقع، تاركةً أثراً على المستقبل عبر ربط المجتمعات فيما بينها. يشير عمل البطنيجي في بعض الأحيان إلى الكُتّاب والفنانين مثل محمود درويش وبيرند وهليلا بيشر وفيليكس غونزاليز- تورس الذين يتناولون في أعمالهم أيضاً مواضيع تُركز على المأساة والذكريات والإقصاء. بينما يُعدّ تاريخ الفن قصة تَقدُّم الحضارة وتدهورها، تأخذ أعمال البطنيجي الفنية من التجربة الفردية الفريدة نقطة انطلاقٍ لها – حيث نراها بصورة أكبر عندما يعيشها الكثيرون.
معرض "دوام الحال من المحال" من تقييم عبد الله كرّوم، ولينا رمضان. وجزء من برنامج فعاليات العام الثقافي قطر - الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022.