يُركّز معرض "صوفيا الماريا: العلاج بالتأمل العمالة غير المرئية" على الحلم كمنهجية للتعامل مع التاريخ الشخصي والمُتنازع عليه لمفهوم العمل، وكيف تُرجمت هذه العلاقة للعمالة المستهلكة في الخليج حتى وقتنا هذا. وفي المقام الأول، تأتي أهمية سرد القصص والسرد التأملي كاستراتيجيات للبقاء والخيال واستعادة المستقبل.
يُعد المعرض دعوة للزوار للتساؤل كيف يمكن للأحلام أن تصبح الهواء الذي يتنفسه المجتمع وما يساعدنا في تخطي الفترات الصعبة.
هل يُمكن أن يُصبح الحلم حافزاً لرؤية ما الذي سيحل بنا بعد محنتنا؟ ما مدى تأثير الأحلام؟ أين نجد مساحة تحقيق الذات؟ تتخلل هذه الأسئلة والعديد غيرها عبر صالات المعرض. بمعنى آخر، شكل عنوان المعرض المكتوب إشارة صريحة للحوار بين هذا المعرض والفيلم القصير للمخرج الأميركي من أصول إفريقية بيرنارد نيكولاس عام 1977، بعنوان العلاج بالتأمل، والذي يعرض كيف تشكل عدم المساواة العالمية ملامح تاريخنا العمالي وأحلامنا.
بالعمل مع المتعاونين القدامى والجدد (المصور أبارنا جاياكومار، وفنان الصوت جو نامي، والموسيقي كلسي لو والعديد من المساهمين الآخرين المذكورين في العمل الفني أعلاه بعنوان "شكر خاص لـ ". تحول صوفيا الماريا المعرض إلى مساحة للقصص المركبة والشاعرية، والخيالية والحقيقية – تبني جسراً بين حاضر وماضي ومستقبل الدوحة في قطر. مدينة تشمل العديد من الفصول التاريخية والجيوسياسية لهجرة الأيادي العاملة إليها والتي يستمر مستقبلها وماضيها بالتغير.
كونها موظفة سابقة في متحف، تعود صوفيا من خلال هذا المعرض إلى زمنٍ كانت تحلم فيه أن تكون فنانة ولكن لم يكن لديها الإمكانيات أو الوسائل للقيام بذلك. من خلال التركيز على قصص الأشخاص الذين لا يستطيعون أيضاً اعتبار أنفسهم فنانين أو رواة قصص أو شعراء أو حالمين، يصبح العلاج بالتأمل دعوة وصرخة يتردد صداها مع أولئك الذين يحلمون بتحقيق أحلامهم.
على الرغم من هذا كله، تأمل صوفيا أيضاً أن تساعد في رؤية مستقبل أفضل وأكثر إنصافاً للجميع من خلال الحديث عما نسعى وراء تحقيقه. حيث يُبرز المعرض دور الأحلام والحالمين "المُتأملين" المهم حتى ولو بدا هذا الدور بسيطاً. والآن، عندما نتساءل كيف يمكن أن يكون الحلم حافزاً لإحياء أشكال التضامن الجذري من خلال الاختلافات، علينا أن نتجاوز المفهوم المتعارف عليه للتضامن دون التركيز على امتيازاتنا ومعاناتنا.