يوظف الفنان باسم مجدي في إنتاج أعماله الصباغة و الرسم والنص والتصوير الفوتوغرافي والفيلم كوسيلة. نجد في سرده الأثيري غموض على حكايات خيالية وأخرى واقعية لتجارب إما عاشها أو تخيّلها، وتوثق تلك الحالات الشاعرية المتسلسلة من الرغبة والخيبة في إطار المحاولات البشرية لإعادة رسم الأنظمة والبنيات المجتمعي
يشمل مشروع "بدأ كل شيء بخريطة وصورة لبيوت متناثرة" أربعة أفلام فيديو قدّمها بين سنتي 2012 ¬و2016: "لا شهب، لا أمنيات" (2016؛ "تفريخ القرود كطقس يومي للعزلة"(2014؛ "الإنبعاجية"؛ "الوقت يسخر منك بدوره مثل السفينة الغارقة" (2012). وهذه الأفلام، ذات اللغة العاطفية والشاعرية، تأتي نقيّة وحالمة بصرياً في سردها لأغوار العزلة والإرادة الجماعية، بحيث تتقصى ذلك التبادل بين العلاقات الإنسانية والرؤى الطوباوية والزمن والإدراك والذاكرة.
يعالج الفنان بتوظيف عدساته المتعددة مفهوم التصالح مع العادات والشعائر في إطار مُضيّنا قُدماً في أرجاء العالم نحو تيارات مستقبلية تصنيعية من الوجود، وذلك عبر تلاعبه بخصائص الفيلم المادية وتنقّله بين الصور التشخيصية والإشارة التماثلية والنظام الرقمي. من أجل هذا المشروع في "متحف"، يختبر الفنان وقيمة المعرض: سبلاً لتقديم وقراءة هذه الأعمال ذات الصلة بالزمن، مع تسليط الضوء على قدرتها على تحديد القضايا الملحة فيما نعاصره ووضعها في سياقات أكبر.
*يعرض عمل "لا شهب، لا أمنيات" (2016) بدءاً من 13 يونيو 2017
تم التقييم الفني لهذا العمل من قبل لورا بارلو
نبذة عن الفنان
باسم مجدي (وُلد سنة 1977 في أسيوط، مصر) هو أحد الفنانين الروّاد من أبناء جيله. تشمل معارضه المنفردة الأخيرة "النجوم كانت متراصفة لقرن من البدايات الجديدة" في كل من "متحف الفن المعاصر"، شيكاغو، و"المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين"، روما و"متحف دويتشه بانك للفنون" في برلين (جميعها سنة 2016)؛ و"لا شهب متوهجة"، "متحف جو دو بوم"، باريس و"متحف الفن المعاصر"، بوردو، 2016؛ "شعب غائب يضحك على انسحابه الممسوس"، "آرت إن جنرال"، نيويورك، 2014. كما شارك في معارض جماعية وملتقيات فنية استضافتها مؤسسات مختلفة حول العالم، وحصل على "جائزة أبراج للفنون" في دبي سنة 2014. يقيم مجدي ويعمل بين بازل السويسرية والعاصمة المصرية القاهرة.