تم وضع هذا العمل التركيبي في مركز المعرض تماماً، ليكون بذلك في قلب مسار خطي غير تسلسلي، حيث يوجد عدد من التجاورات غير المتوقعة والتي تعكس التعقيد الذي تمكنت من خلاله الفنانة أن تتحدى، وأحيانا تزعزع، تجربتنا عما هو مألوف.
إن اختيار مفهوم الاضطراب كإطار مفاهيمي للمعرض هو مشتق من الانقسامات الموضوعية والشكلية الكامنة في عمل الفنانة. وهذا ما يجعله مألوفاً ولكنّه محير في الوقت ذاته، مما يسمح بتجربة جمالية مكثفة جذابة ومبهمة في آن معاً، أو بعبارة أخرى، مضطربة. على الصعيد الداخلي، يعكس الاضطراب تساؤلات الفنانة عن الذات في مقابل صراع الفرد مع قضايا الاغتراب والتشرد. وعلى الصعيد الخارجي، هو انعكاس لتساؤلاتها عن مفاهيم الانتماء والذاكرة الجمعية. وأخيراً، على المستوى الشكلي، يمكن أن ينظر إلى الاضطراب على أنه ناجم عن بحث الفنانة المستمر عن سبل توسيع الصفات الشكلية والمادية للتعبير الفني.
ويعدّ معرض منى حاطوم: اضطراب، أكبر معرض فردي للفنانة في العالم العربي حتى الآن، إذ يتكون من أكثر من سبعين عملاً تتراوح بين أعمال تركيبية داخلية كبيرة، مثل جملة خفيفة "لايت سينتس" (1992)، مع وقف التنفيذ "سوسبينديد" (2011)، إلى أعمال ورقية ونحتية أصغر، مثل إسقاط "بروجيكشن"(2006) ، وبلا عنوان ( كرسي متحرك II)(1999 ). ويشمل المعرض أيضاً بعض التركيبات الحركية للفنانة، مثل +و- ( 1994-2004 ) والوطن "هوم" (1999) . يتخلل المعرض عدد من الصور الفوتوغرافية الفنانة، مثل، عودة فان كوخ (1995) بوتريهات ساكنة "ستاتيك بورتريه" (مومو، ديفريم، كارل) (2000) ، بالإضافة إلى توثيق لعروض الأداء الأولى مثل طاولة المفاوضات (1983), وبذلك يسلط المعرض الضوء على تنوع المشاريع الفنية التي امتدت على مدى ثلاثة عقود حققت خلالها الفنانة مسيرة فنية غنية.
يقام معرض منى حاطوم: اضطراب في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الفترة من 7 فبراير وحتى 18 مايو 2014. يصاحب المعرض كتالوج توضيحي شامل.