رسالة من الفنان
كلنا نرى إهمال وسائل الإعلام العالمية للسودان، وخاصةً أثناء الدمار المتزامن في غزة والسودان خلال العام الماضي. يمكن أن يعزى هذا الإهمال بشكل كبير إلى فشل وسائل الإعلام الغربية في تبسيط قضايا السودان المعقدة إلى سرد أبيض وأسود - متجاهلةً تداخل نفس القوى الإقليمية في الصراع في السودان وغزة- بالإضافة إلى التحديات العملية مثل محدودية الإنترنت على الأرض في السودان، مما يسهم في ندرة المواد المصورة التي يمكن استخدامها من قبل وسائل الإعلام العالمية.
وفي سعيي المتواصل للبحث عن أخبار السودان عبر الإنترنت، وجدت نفسي، مثل الكثيرين حول العالم، شاهداً على توثيق الإبادة الجماعية في غزة. ولكن حتى مع التدفق المستمر من الفيديوهات والصور من غزة، مما يجعل الإبادة في غزة أمراً لا لبس فيه، ما تزال بعض وسائل الإعلام الغربية تتجاهل هذه المواد.
في هذا العمل التفاعلي "شاهد"، أهدف إلى تسليط الضوء على بعض الصور الأولية التي هزت العالم في بداية الحرب على غزة، والتي نُسيَت بسرعة مع محاولة العالم تتبع الجناة لتوثيق موجات جديدة من الصور المروعة من المذابح المستمرة كل يوم. أدى هذا التجاهل إلى حاجة ملحة لشهادة جماعية لتحمل المسؤولية. أناشدكم، كشهود، أن تواجهوا هذه الصور، وأن تشاركوا فيها، وأن تكرموا ذكرى أول 6747 ضحية عبر قراءة أكبر عدد ممكن من أسمائهم وتسجيلها بأصواتكم لتكون الأسماء المسجلة جزءاً من العمل.
ومن خلال هذا العمل التضامني مع غزة، أقف أيضاً متضامنا مع السودان ومع كل الصراعات المهملة في البلدان الأخرى في جنوب الكرة الأرضية. أعتقد اعتقاداً راسخاً أنه فقط عندما يرى العالم الإبادة الجماعية الموثقة جيداً في غزة، فإنه سيرانا جميعاً.
خالد البيه
15 يوليو 2024