يتناول معرض"قادر عطية: عن الصمت" موضوعات مخلفات ما بعد الاستعمار والعقود التي تلتها من "الإصلاح" النفسي على المستوى الاجتماعي والفردي. ويهدف الفنان من خلاله إلى إثارة التجربة العاطفية والجسدية للزوّار أثناء مشاهدتهم الأعمال الموضوعة على مستويات مختلفة، تُرى من الأعلى ومن الأسفل ومن الداخل ولكن نادراً ما تكون مباشرة. وسيقدّم المعرض كذلك عملين فنيين جديدين مُعدَّين خصيصاً للدوحة.
شهد التاريخ الحديث والمعاصر بعضاً من أضجِّ المآسي التي مرّت على البشرية، والحقبة الراهنة متأثرة بما خلّفته تلك الأحداث من ذكريات مؤلمة. كما أدّت عوامل الاستعمار والاضطهاد السياسي والدمار البيئي إلى موجات هجرة ضخمة عبر القارات، وهو ما أدخل تحوّلات على النسيج الاجتماعي في كافة أرجاء العالم. إلا أن الأيديولوجيات وأنظمة الحكم المعمول بها في عصرنا الحالي تواصل غالباً خلق فضاءات من الصمت تؤدي إلى طمس الكثير من تلك السرديات التاريخية.
يُعالج المعرض مفهوم الصمت، تلك الظاهرة التي تستدعي الصراخ، من خلال مجموعة أعمال تستحضر تأملاً معمقاً في تلك الصدمات التي تلت الاستعمار وما ينطوي على ذلك من حالة "إصلاح" نفسي. ويساهم التركيز على الأعمال التي أنتجها الفنان على مدى العقدين الماضيين، بسرد المعرض لقضايا تؤثّر على الإنسانية بأسرها، ولكن مع الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تشهد حالة من "الصمت المطبق" في قضايا ثقافية، واجتماعية، وتاريخية، والتابوهات التي تقلّص فضاءات التعبير وتجعلها بمثابة تحديات في الحياة العامة والنقاش السياسي.