ويُركِّز قسم من هذا المعرض على أعمال يصفها زيني بأنها تتبنى "الواقعية المتطورة" وهو مصطلح يستخدمه لوصف المقاربة التي يتبانها لتوثيق ملاحظاته للمشاهِد التي تُظهر العلاقات الإنسانية والهوية الثقافية وعملية التطوير. تكشف التجارب التي قام بها على مستوى التجريد عن لغة مفاهيمية فريدة يُعبِّر فيها الفنان عن الأفكار والأمور واللحظات التي تثير اهتمامه.
يأتي نتاج زيني الفني بمثابة انعكاس لحقبة هامة من تاريخ قطر حيث توثّق أعماله التغييرات التي شهدها المجتمع إبان اكتشاف النفط وتأسيس الدولة بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وهي فترة شهدت تبدلات سريعة في الحياة على المستويات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية، والتي يحاول زيني توثيقها والإستجابة لها عبر أعمال تستحضر تفاصيل مُلهِمة من ماضي وحاضر ومستقبل دولة تشهد تطوّراً سريعاً وأصبحت على مفترق طرق.
قيّم المعرض من قبل, فاطمة مصطفوي
عن الفنان
وُلد جاسم زيني في الدوحة سنة 1943، و يُعتبَر عميد الفن القطري الحديث لانخراطه المبكِّر في المشهد الفني في مدينته وتشجيعه ودعمه المستمر لجيل الروّاد من الفنانين القطريين. كان زيني قريباً من عالَم الفن منذ الصغر عبر والده الذي كان يمارس عدة حِرف تقليدية. أصبح زيني أول قطريّ ينال شهادة جامعية في مجال الفنون الجميلة بفضل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد بين عامي 1964 و1968 حيث تدرّب على يد فنانين عراقين روّاد مثل فائق حسن وحافظ الدروبي وإسماعيل الشيخلي وعطا صبري. على امتداد مسيرته، شارك زيني في العديد من المعارض المحلية والملتقيات الفنية الإقليمية بما في ذلك البينالي العربي الثاني في الرباط سنة 1976، وبينالي القاهرة بدورتي 1984 و1986، وبينالي بنغلادش سنة 1986، وبينالي أنقرة الدولي بدورتي 1986 و1988.