تستكشف الفنانة آسلي تشاوُشولو، في عملها الفني "أحمر/أحمر" (2015)، مادّية اللون لتروي قصّة التعايش والانسجام. حيث ترسم الفنانة على ورق بال ودفاتر مصنوعة يدوياً باستخدام نوعين من الأحبار الحمراء: الأحمر الأرمني، المُستخرج من الدودة القرمزية الأرمنية، وهي حشرة مهدّدة بالانقراض، والأحمر التركي، المستخدم الآن في العَلم الوطني. ومع تجدّد الأنماط المجسّدة في العمل الفني، وتنوّعها من أشكال نباتية إلى أخرى هندسية، تبدو مرونة كل صبغ، مع تحوّله بمرور الوقت، واضحة جليّة أيضاً. ومن جهة أخرى، يتشبّث الأحمر التركي بلونه، في حين يتلاشى الأحمر الأرمني، ليروي بذلك قصّة الهوية المادّية والمجازية المتغيّرة لهذه الأصباغ، وعلاقتها بالثقافة والهوية و الذاكرة.
درستْ تشاوُشولو اللون القرمزي الأرمني، منذ بدء استخراجه في القرن السابع قبل الميلاد، وصولاً إلى استخدامه في المخطوطات، أو "المنمنمات"، لتوثيق الثقافة والحياة الأرمنية. ويأتي هذا الصبغ من حمض الكَرْمِنيك الموجود في الحشرة التي تحمل اسم "أرارات" أو الدودة القرمزية الأرمنية، التي تعيش في جذور نبات العكرش الساحلي. ويستوطن هذا النبات على ضفاف نهر آراس (أراكس)، الذي يُشكّل الحدود الطبيعية بين تركيا وأرمينيا. وعلى الضفة التركية من النهر، قد فقدت كيفية انتاج هذا الصبغ منذ عام 1915، بينما أصبحت الدودة والنبات الذي تعيش فيه، معرّضة لخطر الانقراض على الضفة الأرمنية بسبب التطور الصناعي في القرن العشرين.
ومن خلال استكشاف حقيقة اختفاء هذه الأصباغ، تتأمل و تتساءل تشاوُشولو عن التاريخ السياسي والبيئي الذي أصاب هذه المنطقة. يُناصر عمل "أحمر/أحمر" حماية النُظم الاجتماعية والعضوية الحسّاسة والمرهفة في وادي آراس، والتي تضم كلاً من الإنسان والنبات والحيوان، وذلك بغية دعم نظام إيكولوجي محمي بشكل جماعي، وتعزيز معارف الإنتاج المشتركة التي من شأنها الحفاظ على تسجيل دقائق الوجود الجماعي لهذه المنطقة في الماضي والحاضر والمستقبل.
ومن خلال استكشاف حقيقة اختفاء هذه الأصباغ، تتأمل و تتساءل تشاوُشولو عن التاريخ السياسي والبيئي الذي أصاب هذه المنطقة. يُناصر عمل "أحمر/أحمر" حماية النُظم الاجتماعية والعضوية الحسّاسة والمرهفة في وادي آراس، والتي تضم كلاً من الإنسان والنبات والحيوان، وذلك بغية دعم نظام إيكولوجي محمي بشكل جماعي، وتعزيز معارف الإنتاج المشتركة التي من شأنها الحفاظ على تسجيل دقائق الوجود الجماعي لهذه المنطقة في الماضي والحاضر والمستقبل.
تم التقييم الفني لهذا العمل من قبل لورا بارلو
الفنانة
وُلدت آسلي تشاوُشولو في اسطنبول سنة 1982. وتستكشف ممارستها الفنية القائمة على البحوث، إنتاج وتفسير المعمار الثقافي والبيئي والاجتماعي وتاريخها. كما تقوم باستكشاف أحوال وتواريخ الإنتاج الفني والثقافي وتقاليد العرض، من خلال العمل في مجال الفيديو، والرسم، والأعمال التركيبية.
وتشمل معارضها الفردية الأخيرة "الأحجار تتكلّم"، آرتر، اسطنبول (2013) و"جريمة في ثلاث فصول"، مؤسسة دلفينا، لندن (2013). كما تشمل المعارض الجماعية الأخيرة بينالي إسطنبول الرابع عشر، و"مشروع المياه المالحة: نظرية من أشكال الفكر"، (2015)؛ و"كانت الجريمة كاملة تقريبا"، مركز ويت دي ويذ للفن المعاصر في روتردام (2014)؛ و"إشارات مأخوذة بالدهشة"، متحف ماك بفيينا (2013).
يُذكر أن الفنانة/ تشاوُشولو تعيش وتعمل في اسطنبول.